التوغل الإماراتي في القارة الأفريقية عبر بوابة إثيوبيا
لا تزال الإمارات العربية المتحدة تسعي حثيثا، نحو التوغل على نطاق واسع في أفريقيا، وفي مساعيها تلك استطاعت أن تقيم علاقات دبلوماسية رسمية، مع عدد كبير من الدول الأفريقية، بلغت مؤخرا إلى (37) من أصل (54) دولة، بخلاف دولة “أرض الصومال” Somaliland غير المعترف بها، والملاحظ أن النشاط الإماراتي لم يقتصر على إقليم محدد، بل امتد إلى أقاليم القارة الخمسة، وأن هذا النشاط تنوع ليشمل كافة المجالات.
غير أن “الجيوستراتيجية” Geostrategic الإماراتية، تركزت بدرجة لافتة على إقليم شرق أفريقيا، فمن ناحية أولي أقامت الإمارات علاقات سياسية ودبلوماسية، مع (15) دولة من أصل (17) هي كل دول الإقليم، بما في ذلك “أرض الصومال”، وتعاونت معهم على نطاق واسع في المجال العسكري، وضخت فيهم استثمارات اقتصادية هائلة، ومدت لهم يدا طولي في المجالات الاجتماعية والإنسانية والثقافية والإعلامية.
وفي 18 أغسطس 2023، زار الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة إثيوبيا، ورافقه وفد رفيع المستوي، ضم نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة منصور بن زايد، ووزير شؤون مجلس الوزراء محمد القرقاوي، ووزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة سلطان الجابر، ووزير الدولة للتجارة الخارجية ثاني الزيودي، ووزير التجارة شخبوط بن نهيان، والسفير الإماراتي في إثيوبيا محمد الراشدي، وفي هذه الزيارة تم التباحث حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ووقع الجانبان على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.([1])
غير أن توقيت هذه الزيارة، والسياقات التي جرت فيها، والموضوعات التي تناولتها، ومستوي التمثيل الدبلوماسي، والنتائج التي أسفرت عنها، يثير العديد من التساؤلات عن أهدافها القريبة، وغاياتها البعيدة، وكيف يمكن لها أن تكون الخطوة الأكثر أهمية، ضمن استراتيجية الإمارات للتوغل في أفريقيا؟
أولا: الإمارات وإثيوبيا: علاقات آخذة في النمو
بدأت العلاقات السياسية بين الإمارات وإثيوبيا من قرابة (20) عاما، حيث افتتحت إثيوبيا أول قنصلية لها في العاصمة أبو ظبي عام 2004، ثم افتتحت الإمارات سفارة لها في العاصمة “أديس أبابا” عام 2010، ثم حولت إثيوبيا قنصليتها إلى سفارة عام 2014، وطيلة علاقة البلدين تبادلا الزيارات على كافة المستويات، باستثناء أن هذه الزيارة تعد الأولي التي يزور فيها رئيس دولة الإمارات إثيوبيا، ذلك بأن زيارة الشيخ محمد بن زايد الوحيدة السابقة لإثيوبيا عام 2019، كانت بصفته وليا للعهد، نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة.([2])
وعلى المستوي الاقتصادي، تشير قواعد بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية “الأونكتاد” “UNCTAD”، ومنظمة التجارة العالمية “WTO”، والبنك الدولى “WB”، إلى زيادة حجم التبادل التجاري باضطراد في العقد الأخير بشكل لافت بين إثيوبيا والإمارات، باستثناء عام 2009 متأثرا بالأزمة الاقتصادية العالمية في حينه.
حيث صدرت الإمارات إلى إثيوبيا عام 2021ما قيمته من البضائع حوالي 822 مليون دولار، وزادت هذه القيمة إلى حوالي 1,078مليار دولار عام 2022، واستوردت من إثيوبيا عام 2021 من البضائع ما قيمته حوالى 723 ميلون دولار، وزادت هذه القيمة إلى 974 مليون دولار عام 2022.([3])
أما على المستوي الاجتماعي، فلا تزال جهود الإمارات تتنامي في إثيوبيا، في المجالات الصحية، والإغاثية، والتعليمية، والثقافية، الدينية، وذلك من خلال العديد من الهيئات الخيرية الإماراتية، ومن أبرزها: هيئة آل مكتوم الخيرية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وجمعية دار البر، وبعض من المبادرات التنموية والإنسانية والخيرية، التي قدمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.([4])
وتحظي إثيوبيا باهتمام بالغ في دوائر السياسة الخارجية الإماراتية، وهو أمر يُعلنه رأس النظام الإماراتي صراحة ودون مواربة، وقد عبر عن ذلك محمد بن زايد قائلاً “إن إثيوبيا تحظى بأهمية خاصة لدى الإمارات، في إطار توجهها الاستراتيجي لتعزيز العلاقات مع إفريقيا، في المجالات التنموية، كونها تستضيف مقر منظمة الوحدة الإفريقية، ولها ثقل كبير في القارة، ولها دور مهم في معادلة الأمن الإقليمي في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي”.([5])
ثانيا: زيارة بن زايد بين الأهداف المباشرة والغايات الاستراتيجية
تأتي هذه الزيارة بحسب ما أعلنه الطرفان، في إطار الدبلوماسية الهادفة إلى تنمية العلاقات بين البلدين، وبخاصة في المجالات الاقتصادية، ويؤكد ذلك توقيع (18) اتفاقية تعاون جديدة، في مجالات اقتصادية متنوعة، كالصناعة، والتجارة، والبنوك، والزراعة، والطاقة، والتكنولوجيا، والنقل وغيرها.([6])
غير أن السياقات التي جرت فيها الزيارة، تنبئ بأن لها غايات استراتيجية، تتخطي أهدافها المعلنة أهمها:
(1) تعزيز النفوذ الإماراتي في محيط باب المندب
خريطة توضيحية لأماكن ارتكاز النفوذ الإماراتي عسكريا واقتصاديا شرقي وغربي باب المندب([7]).
بسطت الإمارات نفوذها شرقي باب المندب، عبر تواجدها في موانئ اليمن: المكلا، وعدن، والمخا، والحديدة، وحاولت تعزيز هذا النفوذ عبر التواجد غربي باب المندب في جيبوتي، لكن مساعيها أخفقت بعد تصاعد الخلافات مع النظام الجيبوتي، فاتجهت نحو أرض الصومال وإريتريا، لكن كان عليها إزالة بعض المهددات، التي تعود إلى طبيعة البلدين، فالأولي لا تحظي باعتراف دولي أو أفريقي، والثانية دولة منبوذة غربيا، وغارقة في الخلافات مع جارتها إثيوبيا.
ومن هنا كان لزاما على الإمارات إنهاء الخلافات الإثيوبية الإرتيرية من جهة، وإحداث انفراجه في العلاقات الإرتيرية الأمريكية من جهة أخري، وذلك لضمان تأمين وجودها واستثماراتها في الموانئ الصومالية والإرتيرية، وبالفعل استطاعت التقريب بين أسمرة وواشنطن، وعقد مصالحة بين أسمرة وأديس أبابا ([8]).
وفي الاتجاه الآخر بدأت الإمارات في تعميق وترسيخ التعاون، مع هرجيسيا ومقديشو في آن واحد، وبخاصة بعد أن تولي نظام حسن شيخ محمود الحكم في الصومال، وعودة الولايات المتحدة للتواجد العسكري في الصومال، على خلفية الحرب على الإرهاب ([9]).
وبهذا رسخت الإمارات وجودها في مينائي عصب في إريتريا، وبربرة في أرض الصومال، وأمنت في ذات الوقت عمقا وظهيرا استراتيجيا إثيوبِياً لهذا التواجد.([10])
وبعد تهديد الوجود الإماراتي، غربي باب المندب في موانئ اليمن، بسبب المصالحة السعودية الإيرانية، سارعت الإمارات إلى تعزيز علاقاتها مع إثيوبيا شرقي باب المندب، وفي هذا السياق والتوقيت تحديدا، يمكن فهم أهمية الزيارة الإماراتية إلى إثيوبيا (أغسطس 2023).([11])
(2) تكثيف الحضور الإماراتي في العمق الأفريقي
لا يقف الطموح الإماراتي على أعتاب شرق أفريقيا، بل يصل إلى العمق الأفريقي، فمن إثيوبيا يمكن للإمارات الوصول إلى السودان، وجنوب السودان، وتشاد، وأفريقيا الوسطي، والكونغو الديمقراطية، ومن ثم التغلغل في دول مجموعة شرق إفريقيا “إياك”، كما يمكنها تأمين ممرات آمنه إلى جنوب ليبيا، وتشاد عبر السودان.
وجميع هذه الدول إما أنها بذاتها تحقق مصالح اقتصادية كبرى، لامتلاكها مصادر هائلة للثروات والموارد الطبيعية، كالمعادن الثمينة من ذهب وألماس ويورانيوم وغيرها، كما في حالة السودان والكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطي،([12]) أو تكون معبرا سهلا لدول مجاورة كما في حالة تشاد بالنسبة لليبيا، وجنوب السودان بالنسبة لأفريقيا الوسطي والكونغو الديمقراطية، وفي هذا الإطار يمكن فهم العناية التي توليها الإمارات لترسيخ وتمتين علاقاتها مع النظام الإثيوبي.([13])
(3) الطريق إلى السودان
لن تتمكن الإمارات من الوصول إلى السودان، للتحكم في الحرب الدائرة هناك عبر مصر؛ فمصالح مصر تتعارض مع مصالح الإمارات في السودان، فمصر تدعم الجيش السوداني،([14]) والإمارات تدعم ميليشيا الدعم السريع، أما ليبيا فقد باتت في عداد الدول الفاشلة، ولا يؤمن الوصول للسودان من خلالها، وكذلك ينطوي الوصول إلي السودان من الغرب عبر تشاد علي صعوبات؛ فالدولة غير مستقرة، والأمر باهظ التكلفة.([15])
ويعد الوصول إلى السودان عبر جنوب السودان محفوفا بالمخاطر؛ فالدولة غير مستقرة، ومن هنا أصبحت إثيوبيا وإريتريا أسهل وأقصر الطرق إلى السودان، ولهذا نجد هذا التقارب الكبير بين الإمارات وهذين البلدين،([16]) وبخاصة مع إثيوبيا، ولا أدل على ذلك من هذه الزيارة بهذا المستوي وهذا الحجم في هذا التوقيت.([17])
وتعد السودان بلدا محوريا في “الجيوستراتيجية” الإماراتية؛ فالسودان تحقق مصالح اقتصادية كبري للإمارات؛ فمن ناحية أولي تتشارك الإمارات مع روسيا في الاستحواذ على مناجم الذهب السودانية، عبر قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو “حميدتي”،([18]) ومن ناحية ثانية تستثمر الإمارات في السودان حوالي (7) مليارات دولار، منها 6 مليار دولار في القطاع الزراعي، ومن ناحية ثالثة يمكن للإمارات تطويق جنوب مصر من السودان، وهي قضية بالغة الأهمية بالنسبة للإمارات.([19])
(4) التأثير على القرار المصري
تعد مياه النيل بمثابة مصلحة حيوية لمصر، بل وترقي إلى مرتبة المصلحة المصيرية، في ضوء الأزمات المتوقعة من الأن وصاعدا بسبب المياه العذبة، تحت تأثير التغيرات المناخية التي لا تنفك تضرب بأطنابها في أرجاء العالم، ومن هنا ومن وقت مبكر تدير الإمارات مع إثيوبيا، امتلاك زمام ملف مياه النيل، بغية التأثير على القرار المصري في كثير من القضايا، لذا أسهمت الإمارات في تمويل سد النهضة الإثيوبي منذ إنشائه، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة.([20])
وعلى الرغم من مساعي الإمارات المعلنة مؤخرا، نحو التقريب بين إثيوبيا ومصر، عبر الحث على عقد جولات جديدة من المفاوضات، إلا أن مؤشرات قوية تنبئ بأن الإمارات غير راغبة – على الحقيقة – في تلبية مطالب مصر العادلة.
وليس أدل على ذلك من انتهاء آخر جولة تفاوضية في القاهرة، والتي عقدت في 2023 بعد زيارة بن زايد لإثيوبيا، دون أدني تغيير في الموقف الإثيوبي، فليس من المتصور منطقيا، أن من كان جزءاً من المشكلة، يمكن أن يكون جزءاً من الحل، والإمارات أسهمت بجانب كبير في صناعة معضلة سد النهضة.([21])
(5) فتح المجال أمام التعاون العسكري
كان من بين الاتفاقيات الإماراتية الإثيوبية التي أسفرت عنها الزيارة، اتفاقية أمنية في مجال مكافحة الإرهاب، وهي اتفاقية تهدف من ناحية أولي، إلى تقديم دعم استخباراتي ولوجستي عسكري، حماية الاستثمارات الإماراتية في إثيوبيا، وبخاصة الاستثمارات الكبيرة ذات الصلة بسد النهضة، هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية فتح المجال أمام الدعم العسكري للنظام الإثيوبي، في حروبه الدائرة مع الإثنيات الإثيوبية الإقليمية المعارضة له، كالأمهرة، والتيجراى، والأورومو وغيرها.
ومن ناحية ثالثة فتح المجال أمام المساعدات اللوجستية العسكرية والاستخباراتية، التي تقدمها الإمارات لميليشيا الدعم السريع، في حربها ضد الجيش السوداني، ضمن مشروعها لنشر الفوضى، بغية إعادة تشكيل موازيين القوي في السودان، وفي القرن الأفريقي، ومنطقة حوض النيل.([22])
(6) دعم المشروع الإسرائيلي تجاه السودان
كانت خطة إسرائيل للتوغل في السودان تسير في مسارها المرسوم، فقد حافظت إسرائيل على قنوات الاتصال، بينها وبين شقي المكون العسكري، عبد الفتاح البرهان وحميدتي”، بل وأحرزت إسرائيل بعض التقدم في هذا المسار، إلا أن اندلاع الحربي السودانية أوقف المشروع الإسرائيلي، فطرحت مبادرة للتوفيق بين طرفي الحرب، وتسوية الصراع بينهما، لكنها لم تلق استجابة من الطرفين، نظرا لحساسية التعامل مع إسرائيل، على مستوي الجماهير والنخب السياسية.([23])
فكان أمامها خياران، أولهما الولوج إلى الأزمة السودانية عبر القاهرة، ومن ثم دعم البرهان وهو خيار محفوف بالمخاطر، سواء من جهة مصر، أو من جهة البرهان نفسه، وثانيهما الولوج عبر أبوظبي وأديس أبابا، وهو الخيار الأيسر والأسرع والأقل كلفة، نظرا لعلانية التطبيع مع الإمارات، ومتانة العلاقات مع إثيوبيا، وخلوها من الحساسية العربية.([24])
ومن هنا يترجح أن إسرائيل، اختارت التعاطي مع الأزمة السودانية عبر وكيل، وأن الأنسب لهذه المهمة هو الإمارات وإثيوبيا، وهو ما تلاقي مع المشروع الإماراتي تجاه السودان ([25]).
ويعزز هذا التفسير أن مشروع الإمارات لا يمكن تمريره بغير ضوء أخضر أمريكي، ومن البديهي أن أميركا لن تمنح هذا الضوء، دون أن يصب المشروع الإماراتي في مصلحتها، ومصلحة ربيبتها إسرائيل، وبخاصة وأن العلاقات الإماراتية الإسرائيلية، أصبحت علنية ووصلت إلى ذروتها، خلال ثلاثة أعوام من عقد “الاتفاق الإبراهيمى” التطبيعي، بين البلدين في سبتمبر/أيلول 2020.([26])
(7) مناوئة وجود بعض القوي الإقليمية
لم تكن الإمارات لتعزز نفوذها في محيط باب المندب، بمعزل عن خارطة التنافس الدولي والإقليمي، على هذا الإقليم الاستراتيجي، وتعد سياسة مناوئة المنافسين، من أهم عناصر تعزيز النفوذ “الجيوستراتيجي”، ومن هنا تسعي أبوظبي بشتي الطرق، نحو إعاقة تنامي نفوذ المنافسين الإقليميين في هذه المنطقة، وفي مقدمتهم السعودية،ومصر، وتركيا.
وهو أمر لا يزال قائما بغض النظر عن الاستمرارية والتغير، في طبيعة علاقات الإمارات بهؤلاء المنافسين، وبخاصة وأن الجغرافيا السياسية فرضت وجود مصالح مصرية مصيرية، ومصالح سعودية ما بين الكبرى والحيوية، ومصالح وتركية كبري في هذه المنطقة، ومن المؤكد أن تحقيق هذه المصالح، سيكون خصما من نفوذ الإمارات في المنطقة، ومن هنا اكتسبت الزيارة الإماراتية رفيعة المستوي لإثيوبيا أهميتها.([27])
خاتمة
هناك العديد من المؤشرات الدالة على أهمية زيارة رئيس دولة الإمارات لإثيوبيا، لأول مرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، من حيث توقيت الزيارة، والسياقات الإقليمية التي جرت فيها، ومستوي التمثيل الدبلوماسي، وحجم وأهمية الوفد المرافق لرئيس الدولة، والموضوعات التي تناولتها المباحثات بين الطرفين، والنتائج التي تمخضت عنها الزيارة كما ونوعا.
وبإمعان النظر في هذه الملابسات، يتضح جليا أن لزيارة بن زايد الأخيرة لإثيوبيا، غايات استراتيجية تتجاوز أهدافها المعلنة رسميا، فمنطقة القرن الأفريقي وحوض النيل، باتت محور اهتمام القوي الدولية والإقليمية في العشرية الأخيرة، وتجري محاولات حثيثة، نحو إعادة تشكيل موازين القوي والعلاقات في هذه المنطقة، وهو ما يستتبع بالضرورة التقاء مصالح بعض القوي المتنافسة، وتعارض مصالح البعض الآخر.
ولعل أهم الغايات الكبرى، التي يمكن استخلاصها من وراء هذه الزيارة، تتمثل في: تعزيز نفوذ الإمارات في القرن الأفريقي غربي باب المندب، تعويضا لما خسرته من نفوذ في اليمن شرقي باب المندب، وتضييق الخناق على القوي الإقليمية المنافسة لها في المنطقة، وامتلاك أوراق ضغط مؤثرة على مصر، تحقيقا لمصالح متعددة لها ولحلفائها، وفي ذات الوقت تحقيق مشروعها “الجيوستراتيجي” في السودان والعمق الأفريقي، من أجل تسهيل الوصول إلى الموارد والثروات في مناطق الصراع الأفريقية.
الكاتب: د. سعيد ندا
دكتوراه العلوم السياسية – جامعة القاهرة، متخصص في الشئون الأفريقية، مهتم بقضايا تحليل وتسوية الصراعات، والنظم السياسية، والحكم الرشيد، وقضايا النظم الانتخابية والانتخابات، والتحول الديمقراطي، وجودة الديمقراطية. صدر له كتابان، وينشر في العديد من المجلات العلمية، ومراكز الفكر والدراسات والبحوث
([1]) موقع رؤية الإخبارية، “محمد بن زايد في إثيوبيا . . زيارة استثنائية تبني على علاقات تاريخية”، تاريخ النشر 18 أغسطس/آب 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:00 م، على الرابط: https://tinyurl.com/rep67zmy
([2]) سامي عبدالرؤوف ، “الإمارات وإثيوبيا . . روابط تاريخية وعلاقات استراتيجية”، على موقع صحيفة الاتحاد، تاريخ النشر 19 اغسطس/آب 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:05 م، على الرابط: https://tinyurl.com/mph5bdfc
([3]) United Nations Conference on Trade and Development “UNCTAD”, New Data Centre, UNCTAD Website, Last Visit at 8 Sep. 2023, at 1:10 pm, at link:
https://unctadstat.unctad.org/datacentre/dataviewer/US.TradeMatrix
([4]) هدى رجب، أحمد البوتلي، “وفد “زايد الخيرية” يتفقد مشاريع المؤسسة في إثيوبيا”، موقع وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، تاريخ النشر 25 يوليو/تموز ٢٠١٩، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:15 م، على الرابط:
https://www.wam.ae/ar/details/1395302776762
– موقع وزارة الخارجية الإماراتية، “سفارة دولة الإمارات في أديس أبابا تشرف على توزيع طرود غذائية وتمور”، تاريخ النشر 3 مايو/أيار 2020، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:20 م، على الرابط:
https://www.mofa.gov.ae/ar-ae/mediahub/news/2020/5/3/03-05-2020-uae-ramadan
([5]) سي إن إن بالعربية، “إثيوبيا . . محمد بن زايد يلتقي آبي أحمد . . ويُعلق على مفاوضات سد النهضة”، تاريخ النشر 18 اغسطس/آب 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:25 م، على الرابط: https://tinyurl.com/5h35z87d
([6]) موقع الشرق، “محمد بن زايد يصل إثيوبيا في زيارة لتعزيز التعاون بين البلدين”، تاريخ النشر 18 أغسطس/آب 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:30 م، على الرابط:
([7]) مصدر الخريطة: موقع دوتش فيلي بالعربية، “سيطرة الإمارات على موانئ القرن الأفريقي . . طموح اقتصادي أم مشروع سياسي؟”، تاريخ النشر 6 سبتمبر/أيلول 2017، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:35 م، على الرابط:
([8]) موقع الإمارات ليكس، “الإمارات أداة واشنطن وقناة التمويل للصلح بين إثيوبيا وإريتريا”، تاريخ النشر 8 أغسطس/آب 2018، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:40 م، على الرابط: https://tinyurl.com/yckvv5br
([9]) معاوية فارح، ” زيارة شيخ محمود إلى الإمارات . . الصومال يعلن 6 مكاسب”، على موقع العين الإخبارية، تاريخ النشر ٢٣ يونيه/حزيران ٢٠٢٢، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:45 م، على الرابط:
https://al-ain.com/article/uae-relations-after-state-visit
([10]) موقع الإمارات ليكس، “مؤامرات الإمارات . . موانئ دبي توسع حضورها في أرض الصومال”، تاريخ النشر 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 1:50 م، على الرابط https://tinyurl.com/467vr2dd
([12]) موقع إمارات ليكس، “تحقيق عالمي يكشف: الإمارات بوابة رئيسية في تهريب ذهب بالمليارات من أفريقيا”، تاريخ النشر 25 أبريل/نيسان 2019، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:00 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2vne2ma6
([13]) International Crisis Group, “The United Arab Emirates in the Horn of Africa” (New York: Crisis Group Middle East Briefing No. 65, 6 Nov. 2018), Pp. 1-11.
([14]) أنتوني سكينر، “مقاربة مصر تجاه الصراع في السودان: أزمة محتدمة”، على موقع منتدي فكرة، معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تاريخ النشر ٢٣ يونيه/حزيران ٢٠٢٣، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:05 م، على الرابط:
([15]) موقع إمارات ليكس، “الإمارات تبدأ دعم ميليشيات التمرد في السودان عبر تشاد”، تاريخ النشر 11 يوليو/تموز 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:10 م، على الرابط: https://tinyurl.com/4wt4afuk
([16]) محمد فرحات، “الإمارات وإريتريا . . دعم اقتصادي وعلاقات متبادلة مؤهلة للنمو بقوة”، علي موقع العين الإخبارية، تاريخ النشر ٢٤ يوليو/تموز ٢٠١٨، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:15 م، على الرابط:
https://al-ain.com/article/trade-between-uae-and-eritrea-at-forefront-gold
([17])موقع الإمارات ليكس، “خفايا تصعيد الإمارات مؤامراتها العدوانية في إفريقيا من بوابة إثيوبيا”، تاريخ النشر ٦ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:20 م، على الرابط:
([18]) موقع إمارات ليكس، “خفايا الدور العدواني للإمارات في السودان: ذهب وسلاح ومرتزقة”، تاريخ النشر 19 أغسطس/آب 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:25 م، على الرابط:
([19]) آية أمان، “صراعات “القرن الأفريقي”: شراكات خليجية جديدة لتأمين إمدادات الغذاء”، علي موقع عروبة 22، تاريخ النشر 5 سبتمبر/أيلول 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:30 م، على الرابط:
([20]) موقع الإمارات ليكس، “خفايا دعم الإمارات إثيوبيا على حساب مصر في أزمة سد النهضة”، تاريخ النشر 6 أبريل/نيسان 2021، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:35 م، على الرابط:
– موقع الإمارات ليكس، “مؤامرة الإمارات لدعم سد النهضة الإثيوبي وخفايا تغيير ‘الجغرافيا السياسية‘”، تاريخ النشر 16 مايو/أيار 2021، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:40 م، على الرابط:
([21]) موقع الإمارات ليكس، “غضب مصري من طعنة جديدة من الإمارات في ملف سد النهضة”، تاريخ النشر 24 يناير/كانون الثاني 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:45 م، على الرابط: https://tinyurl.com/yf2up9tz
– موقع الإمارات ليكس، “تنامي دعم الإمارات لإثيوبيا يزيد توتر علاقاتها مع مصر”، تاريخ النشر 25 مايو/أيار 2022، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:50 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2d39zrxe
([22]) موقع الإمارات ليكس، “الاقتتال في السودان . . الإمارات كلمة السر لنشر الفوضى”، تاريخ النشر 17 أبريل/نيسان 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 2:55 م، على الرابط: https://tinyurl.com/4apshdm
([23])حنان صندوق، “ما الذي تريده “إسرائيل” من السودان؟”، علي موقع الميادين، تاريخ النشر أخ أبريل/نيسان ٢٠٢٣، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:00 م، على الرابط: https://tinyurl.com/4xwz4a54
([24]) أحمد أبو المجد أحمد إسماعيل، “العلاقات الاثيوبية الإسرائيلية وانعكاساتها على بناء سد النهضة”، في مجلة كلية الآداب جامعة أسوان (أسوان: كلية الآداب – جامعة أسوان، المجلد ١٣، العدد ١، أبريل ٢٠٢٣) ص ص 398-434.
– محمد منصور، “‘إسرائيل‘ وإثيوبيا . . علاقات عسكرية متصاعدة والهدف هو أفريقيا”، علي موقع الميادين، تاريخ النشر 30 يناير/كانون الثاني 2021، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:05 م، على الرابط: https://tinyurl.com/d2p8u6rv
([25]) موقع الخنادق، “كل ما تحتاج معرفته عن الدور الإماراتي في السودان”، تاريخ النشر 17 مايو/أيار 2023، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:10 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2hmb2d6a
([26]) أحمد نصير، ” الاتفاق الإبراهيمي . . عامان من ‘تاريخ السلام‘”، علي موقع العين الإخبارية، تاريخ النشر 15 سبتمبر/أيلول 2022، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:15 م، على الرابط:
https://al-ain.com/article/two-years-after-abrahamic-agreement
([27]) لؤي هشام، “الحضور السعودي في “القرن الإفريقي”.. الطموحات والتداعيات”، علي موقع مصر 360، تاريخ النشر ٢٨ يناير كانون الثاني ٢٠٢٣، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:20 م، على الرابط: https://tinyurl.com/3ket2khv
– محمد عبد الرحمن عريف، “القرن الإفريقي بين قواعد عسكرية إماراتية وضعف للأمن الجماعي”، على موقع الميادين، تاريخ النشر 3 يونيه/حزيران 2019، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:25 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2nybdkjy
– موقع دوتش فيلي بالعربية، “الإمارات وتركيا . . صراع مكتوم على النفوذ في القرن الإفريقي”، تاريخ النشر 20 أبريل/نيسان 2018، تاريخ التصفح 8 سبتمبر/أيلول 2023 الساعة 3:30 م، على الرابط: https://tinyurl.com/2sz3ewkf